كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله} أي: يستمرّون على تلاوته، ويداومونها.
والكتاب هو: القرآن الكريم، ولا وجه لما قيل: إن المراد به جنس كتب الله {وَأَقَامُواْ الصلاة} أي: فعلوها في أوقاتها مع كمال أركانها، وأذكارها {وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّا وَعَلاَنِيَةً} فيه حثّ على الإنفاق كيف ما تهيأ، فإن تهيأ سرًّا، فهو أفضل، وإلاّ فعلانية، ولا يمنعه ظنه أن يكون رياء، ويمكن أن يراد بالسرّ صدقة النفل، وبالعلانية صدقة الفرض، وجملة.
{يَرْجُونَ تجارة لَّن تَبُورَ} في محل رفع على خبرية إنّ كما قال ثعلب، وغيره، والمراد بالتجارة ثواب الطاعة ومعنى {لَّن تَبُورَ}: لن تكسد، ولن تهلك، وهي صفة للتجارة، والإخبار برجائهم لثواب ما عملوا بمنزلة الوعد بحصول مرجوهم.
واللام في: {لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} متعلق بلن تبور، على معنى: أنها لن تكسد لأجل أن يوفيهم أجور أعمالهم الصالحة، ومثل هذه الآية قوله سبحانه: {فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مّن فَضْلِهِ} [النساء: 173].
وقيل: إن اللام متعلقة بمحذوف دلّ عليه السياق: أي: فعلوا ذلك ليوفيهم، ومعنى {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} أنّه يتفضل عليهم بزيادة على أجورهم التي هي جزاء أعمالهم، وجملة {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} تعليل لما ذكر من التوفية والزيادة: أي: غفور لذنوبهم شكور لطاعتهم، وقيل: إن هذه الجملة هي: خبر إنّ، وتكون جملة يرجون في محل نصب على الحال، والأوّل أولى.
{والذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكتاب} يعني: القرآن.
وقيل: اللوح المحفوظ على أن من تبعيضية، أو ابتدائية، وجملة: {هُوَ الحق} خبر الموصول و{مُصَدّقًا لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} منتصب على الحال، أي: موافقًا لما تقدّمه من الكتب {إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} أي: محيط بجميع أمورهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا} المفعول الأوّل لأورثنا الموصول، والمفعول الثاني الكتاب، وإنما قدّم المفعول الثاني لقصد التشريف، والتعظيم للكتاب، والمعنى: ثم أورثنا الذين اصطفيناهم من عبادنا الكتاب، وهو: القرآن، أي: قضينا، وقدّرنا بأن نورث العلماء من أمتك يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك، ومعنى اصطفائهم: اختيارهم، واستخلاصهم، ولا شك أن علماء هذه الأمة من الصحابة، فمن بعدهم قد شرفهم الله على سائر العباد، وجعلهم أمة وسطًا؛ ليكونوا شهداء على الناس، وأكرمهم بكونهم أمة خير الأنبياء، وسيد ولد آدم.
قال مقاتل: يعني: قرآن محمد جعلناه ينتهي إلى الذين اصطفينا من عبادنا.
وقيل: إن المعنى: أورثناه من الأمم السالفة، أي: أخرناه عنهم، وأعطيناه الذين اصطفينا، والأوّل أولى.
ثم قسم سبحانه هؤلاء الذي أورثهم كتابه، واصطفاهم من عباده إلى ثلاثة أقسام، فقال: {فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ} قد استشكل كثير من أهل العلم معنى هذه الآية، لأنه سبحانه جعل هذا القسم الظالم لنفسه من ذلك المقسم، وهو من اصطفاهم من العباد، فكيف يكون من اصطفاه الله ظالمًا لنفسه؟ فقيل: إن التقسيم هو راجع إلى العباد، أي: فمن عبادنا ظالم لنفسه، وهو: الكافر، ويكون ضمير {يدخلونها} عائدًا إلى المقتصد والسابق.
وقيل: المراد بالظالم لنفسه هو: المقصر في العمل به، وهو: المرجأ لأمر الله، وليس من ضرورة ورثة الكتاب مراعاته حقّ رعايته، لقوله: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الكتاب} [الأعراف: 169]، وهذا فيه نظر، لأن ظلم النفس لا يناسب الاصطفاء.
وقيل: الظالم لنفسه: هو: الذي عمل الصغائر، وقد روي هذا القول عن عمر، وعثمان، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وعائشة، وهذا هو الراجح، لأن عمل الصغائر لا ينافي الاصطفاء، ولا يمنع من دخول صاحبه مع الذين يدخلون الجنة يحلون فيها من أساور من ذهب إلى آخر ما سيأتي.
ووجه كونه ظالمًا لنفسه أنه نقصها من الثواب بما فعل من الصغائر المغفورة له، فإنه لو عمل مكان تلك الصغائر طاعات لكان لنفسه فيها من الثواب حظًا عظيمًا.
وقيل: الظالم لنفسه هو: صاحب الكبائر.
وقد اختلف السلف في تفسير السابق، والمقتصد، فقال عكرمة، وقتادة، والضحاك: إن المقتصد المؤمن العاصي، والسابق التقيّ على الإطلاق، وبه قال الفراء، وقال مجاهد في تفسير الآية: {فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ} أصحاب المشأمة {وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ}: أصحاب الميمنة {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات}: السابقون من الناس كلهم.
وقال المبرد: إن المقتصد هو الذي يعطي الدنيا حقها، والآخرة حقها.
وقال الحسن: الظالم الذي ترجح سيآته على حسناته، والمقتصد الذي استوت حسناته، وسيآته، والسابق من رجحت حسناته على سيآته.
وقال مقاتل: الظالم لنفسه أصحاب الكبائر من أهل التوحيد، والمقتصد الذي لم يصب كبيرة، والسابق الذي سبق إلى الأعمال الصالحة.
وحكى النحاس: أن الظالم صاحب الكبائر، والمقتصد الذي لم يستحق الجنة بزيادة حسناته على سيآته، فتكون جنات عدن يدخلونها للذين سبقوا بالخيرات لا غير، قال: وهذا قول جماعة من أهل النظر، لأن الضمير في حقيقة النظر لما يليه أولى.
وقال الضحاك.
فيهم ظالم لنفسه، أي: من ذرّيتهم ظالم لنفسه.
وقال سهل بن عبد الله: السابق العالم، والمقتصد المتعلم، والظالم لنفسه الجاهل.
وقال ذو النون المصري: الظالم لنفسه الذاكر لله بلسانه فقط، والمقتصد الذاكر بقلبه، والسابق الذي لا ينساه.
وقال الأنطاكي: الظالم صاحب الأقوال، والمقتصد صاحب الأفعال، والسابق صاحب الأحوال.
وقال ابن عطاء: الظالم الذي يحب الله من أجل الدنيا، والمقتصد الذي يحب الله من أجل العقبى، والسابق الذي أسقط مراده بمراد الحقّ.
وقيل: الظالم الذي يعبد الله خوفًا من النار، والمقتصد الذي يعبده طمعًا في الجنة، والسابق الذي يعبده لا لسبب.
وقيل: الظالم الذي يحبّ نفسه، والمقتصد الذي يحبّ دينه، والسابق الذي يحبّ ربه.
وقيل: الظالم الذي ينتصف ولا ينصف، والمقتصد الذي ينتصف، وينصف، والسابق الذي ينصف ولا ينتصف وقد ذكر الثعلبي، وغيره أقوالًا كثيرة، ولا شك أن المعاني اللغوية للظالم، والمقتصد، والسابق معروفة، وهو يصدق على الظلم للنفس بمجرّد إحرامها للحظ، وتفويت ما هو خير لها، فتارك الاستكثار من الطاعات قد ظلم نفسه باعتبار ما فوّتها من الثواب، وإن كان قائمًا بما أوجب الله عليه تاركًا لما نهاه الله عنه، فهو من هذه الحيثية من اصطفاه الله، ومن أهل الجنة، فلا إشكال في الآية، ومن هذا قول آدم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} [الأعراف: 23]، وقول يونس: {إِنّى كُنتُ مِنَ الظالمين} [الأنبياء: 87]، ومعنى المقتصد: هو من يتوسط في أمر الدين، ولا يميل إلى جانب الإفراط، ولا إلى جانب التفريط، وهذا من أهل الجنة، وأما السابق، فهو: الذي سبق غيره في أمور الدين، وهو خير الثلاثة.
وقد استشكل تقديم الظالم على المقتصد، وتقديمهما على السابق مع كون المقتصد أفضل من الظالم لنفسه، والسابق أفضل منهما، فقيل: إن التقديم لا يقتضي التشريف كما في قوله: {لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار وأصحاب الجنة} [الحشر: 20]، ونحوها من الآيات القرآنية التي فيها تقديم أهل الشرّ على أهل الخير، وتقديم المفضولين على الفاضلين.
وقيل: وجه التقديم هنا: أن المقتصدين بالنسبة إلى أهل المعاصي قليل، والسابقين بالنسبة إلى الفريقين أقلّ قليل، فقدّم الأكثر على الأقلّ، والأوّل أولى، فإن الكثرة بمجرّدها لا تقتضي تقديم الذكر.
وقد قيل: في وجه التقديم غير ما ذكرنا مما لا حاجة إلى التطويل به.
والإشارة بقوله: {ذلك} إلى توريث الكتاب، والاصطفاء.
وقيل: إلى السبق بالخيرات، والأوّل أولى، وهو مبتدأ، وخبره: {هُوَ الفضل الكبير} أي: الفضل الذي لا يقادر قدره.
وارتفاع {جنات عَدْنٍ} على أنها مبتدأ، وما بعدها خبرها، أو على البدل من الفضل، لأنه لما كان هو السبب في نيل الثواب نزل منزلة المسبب، وعلى هذا، فتكون جملة: {يَدْخُلُونَهَا} مستأنفة، وقد قدّمنا: أن الضمير في يدخلونها يعود إلى الأصناف الثلاثة، فلا وجه لقصره على الصنف الأخير، وقرأ زرّ بن حبيش، والترمذي: {جنة} بالإفراد، وقرأ الجحدري: {جنات} بالنصب على الاشتغال، وجوّز أبو البقاء: أن تكون جنات خبرًا ثانيًا لاسم الإشارة، وقرأ أبو عمرو: {يدخلونها} على البناء للمفعول، وقوله: {يُحَلَّوْنَ} خبر ثان لجنات عدن، أو حال مقدّرة، وهو من حليت المرأة، فهي: حال، وفيه إشارة إلى سرعة الدخول، فإن في تحليتهم خارج الجنة تأخيرًا للدخول، فلما قال: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا} أشار أن دخولهم على وجه السرعة {مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} من الأولى تبعيضية، والثانية بيانية، أي: يحلون بعض أساور كائنة من ذهب، والأساور جمع أسورة جمع سوار، وانتصاب {لُؤْلُؤًا} بالعطف على محل {مِنْ أَسَاوِرَ} وقرىء بالجرّ عطفًا على ذهب {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} قد تقدّم تفسير الآية مستوفى في سورة الحج.
{وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن} قرأ الجمهور: {الحزن} بفتحتين.
وقرأ جناح بن حبيش بضمّ الحاء، وسكون الزاي.
والمعنى: أنهم يقولون هذه المقالة إذا دخلوا الجنة.
قال قتادة: حزن الموت.
وقال عكرمة: حزن السيئات والذنوب، وخوف ردّ الطاعات.
وقال القاسم: حزن زوال النعم، وخوف العاقبة.
وقيل: حزن أهوال يوم القيامة.
وقال الكلبي: ما كان يحزنهم في الدنيا من أمر يوم القيامة.
وقال سعيد بن جبير: همّ الخبز في الدنيا.
وقيل: همّ المعيشة.
وقال الزجاج: أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش، أو معاد.
وهذا أرجح الأقوال، فإن الدنيا، وإن بلغ نعيمها أيّ بلغ لا تخلو من شوائب ونوائب تكثر لأجلها الأحزان، وخصوصًا أهل الإيمان، فإنهم لا يزالون وجلين من عذاب الله خائفين من عقابه، مضطربي القلوب في كل حين، هل تقبل أعمالهم أو تردّ؟ حذرين من عاقبة السوء، وخاتمة الشرّ، ثم لا تزال همومهم وأحزانهم حتى يدخلوا الجنة.
وأما أهل العصيان: فهم، وإن نفس عن خناقهم قليلًا في حياة الدنيا التي هي دار الغرور، وتناسوا دار القرار يومًا من دهرهم، فلابد أن يشتدّ وجلهم، وتعظم مصيبتهم، وتغلي مراجل أحزانهم إذا شارفوا الموت، وقربوا من منازل الآخرة، ثم إذا قبضت أرواحهم، ولاح لهم ما يسوءهم من جزاء أعمالهم ازدادوا غمًا، وحزنًا، فإن تفضل الله عليهم بالمغفرة، وأدخلهم الجنة، فقد أذهب عنهم أحزانهم، وأزال غمومهم، وهمومهم {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} أي: غفور لمن عصاه، شكور لمن أطاعه.
{الذى أَحَلَّنَا دَارَ المقامة مِن فَضْلِهِ} أي: دار الإقامة التي يقام فيها أبدًا، ولا ينتقل عنها تفضلًا منه ورحمة.
{لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ} أي: لا يصيبنا في الجنة عناء، ولا تعب، ولا مشقة {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}، وهو: الإعياء من التعب، والكلال من النصب.
وقد أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} قال: الأبيض، والأحمر، والأسود، وفي قوله: {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ} قال: طرائق {بَيْضٌ} يعني: الألوان.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: الغربيب الأسود الشديد السواد.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ} قال: طرائق تكون في الجبل بيض {وَحُمْرٌ} فتلك الجدد {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} قال: جبال سود {وَمِنَ الناس والدواب والأنعام} قال: {كذلك} اختلاف الناس، والدوّابّ، والأنعام كاختلاف الجبال، ثم قال: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} قال: فصل لما قبلها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} قال: العلماء بالله الذين يخافونه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن عدّي عن ابن مسعود قال: ليس العلم من كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، والطبراني عنه قال: كفى بخشية الله علمًا، وكفى باغترار بالله جهلًا.
وأخرج أحمد في الزهد عنه أيضًا قال: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: بحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله.
وأخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس: أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف نزلت فيه {إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله وَأَقَامُواْ الصلاة} الآية.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا} قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب أنزل، فظالمهم مغفور له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب.
وأخرج الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ أنه قال في هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات} قال: «هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة، وكلهم يدخلون الجنة» وفي إسناده رجلان مجهولان.
قال الإمام أحمد في مسنده قال: حدّثنا شعبة عن الوليد بن العيزار: أنه سمع رجلًا من ثقيف يحدّث عن رجل من كنانة عن أبي سعيد.
وأخرج الفريابي، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات بِإِذُنِ الله} فأما الذين سبقوا، فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأما الذين اقتصدوا، فأولئك يحاسبون حسابًا يسيرًا وأما الذين ظلموا أنفسهم، فأولئك الذين يحبسون في طول المحشر، ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته، فهم الذين يقولون: {الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}» إلى آخر الآية.